الأسبـــلة:
وكانت تسمى في العصر الأيوبي وما قبلها سقاية، وكانت الأسبلة تحتوي على طابقين:
الأول: عبارة عن بئر محفورة في الأرض لتخزين مياه الأمطار.
وأما الطابق الثاني: فيرتفع عن سطح الأرض حوالي متر وتوجد به المزملة لتوزيع الماء.
وعدد الأسبلة في ساحات المسجد الأقصى أحد عشر سبيلاً، وهي متفاوتة فيما بينها تفاوتاً كبيراً من وجهة معمارية.
ومن أشهرها سبيل قايتباي، ويعتبر شاهداً من الشواهد البديعة التي تعود للعصر المملوكي، والذي يقع في الساحة الكائنة بين باب السلسلة وباب القطانين بناه السلطان سيف الدين إينال، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي حيث أقام سبيله على البئر الذي أقامه إينال، وقد بناه من الحجر المشهر الملون وفرش أرضيته بالرخام، وزخرف قبته وأركانه بالعناصر الزخرفية والمعمارية الإسلامية وله أربع نوافذ في جهاته الأربعة.
المصـاطب:
اشتهر المسجد الأقصى بحلقات العلم، ولكثرة المدرسين وطلبة العلم، اتخذ المدرسون المصاطب التي هُيِّئَتْ ليجلس عليها الطلاب للاستماع إلى الدروس خاصة في فصل الصيف لاعتدال الجو هناك، وتقدر عدد المصاطب في ساحات المسجد الأقصى بقرابة الثلاثين مصطبة، والتي لها محاريب من بناء حجري مستطيل الشكل لجلوس الشيخ أمام طلبته وتلاميذه، أنشئ بعضها في العصر المملوكي وغالبها في العصر العثماني.
والمصاطب غالباً ما تكون مربعة الشكل، أو مستطيلة، وترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين، وبناؤها من الحجارة، ومن أشهرها مصطبة البصيري شرقي باب الناظر، وكانت تستعمل للتدريس، ولإضفاء طابع جمالي على ساحات المسجد الأقصى، قيل إنها أنشئت في القرن الثامن الهجري، وفي منتصف ضلعها الجنوبي محراب حجري وعليه لوحة كتابية تبين اسم باني المحراب، وهو الأمير جركس الناصري، وكان هذا الأمير موجودا في سنة 800هـ/ 1298م تقريبا.
وتتكون المصطبة من بناء حجري منبسط مربع الشكل ويُصعد إليها بوساطة درجتين حجريتين، وأما المحراب فهو بناء حجري مستطيل الشكل، وقد كتب عليه اسم الباني وألقابه.
منبر برهان الدين:
تحفة فنية قائمة، وكان يدعى منبر الصيف لأنه أمام ساحة مكشوفة، ويُستخدم في فصل الصيف لإلقاء الدروس والمحاضرات أمام طلبة العلم، بُني من الحجارة ورخام، نمطه الهندسي مملوكي.
أنشئ هذا المنبر في ساحة قبة الصخرة بأمر من قاضي القضاة برهان الدين بن جمّاعة في سنة 709 هـ / 1309 م، ويذكر أنه كان منبراً خشبياً ثم حول إلى منبر حجري وقد جدد هذا المنبر في العصر العثماني على يد الأمير محمد رشيد، وفي عهد السلطان عبد المجيد بن محمود الثاني في نقش كتابي في أعلى المدخل.
ويتكون هذا المنبر من بناء حجري، وله مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام، ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب، وتقوم فوقها قبة لطيفة صغيره، وقد أقيمت على أعمدة رخامية جميلة الشكل.